Canalblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

أجنحة

20 avril 2014

الجنون فنون

الجنون فنون

كانت أضواء المدينة زاهية وبراقة. لكنه كان ينفذ بعينيه الثاقبتين البراقتين في أعمال الضوء فيبدأ بالتحليل الفيزيائي للضوء: أخضر، أحمر وأزرق. هن ثلاث، الأخر تأتي بعد صراع أزلي سحيق القدم. وتبدت له النتيجة بعد التحليل،  وتعنى بمذاق هذا التحليل المر. وكان طيف خياله جامح، استدار دورة جامحة في بحبوحة الشارع، المارة يحملقون في هذا العرض الساخر. تناهت له رائحة من اطياف آتيه من هناك، وفي غمرة الدورة الجنوبية تلك، بينما عيناه تحملقان في دسيم بين مصباحين متطاوسين ، رأى مخلوقا عجيبا ، لم تره عيناه قط، سرت في خياله لوثة مجللة بهوس المجانين. انزاح الليل بعدما انصرف الرجل ذي اللحية البيضاء، والعمام الخضراء، والجبة الحمراء، وظل هو، وهو لم يتغير ظاهره في شيء يذرع الشارع جيئة وذهابا ، والشارع يناغي ايقاع هزع الليل المتواتبة...

اخرج عقب سجارة من جيبه الخلفي، وعدا كأنه وحش في عرض الشارع المدرج بالحفر والأزبال المتناثرة في إيقاع سريان آسن، وقبل أن يشعله، حاول التفكير والتحليل. وكان طيف خياله جامح، يسافر في الازال والآباء والازال والآباء والفيافي القديمة. رنا إلى حائط مهترى، كالح، كما يرنو راهب إلى مشكاة . وصاح:

هيا.. قل.. تعالى، ابنتي بها. وسترى براعتي وفحولتي، إن لم تفعل سأجعلك مثل هذه الشجرة المقلوبة. ندت عن الحارس الليلي ضحكة هرولت مسرعة إلى آدانه. أدار وجهه إلى الحارس ثم أشاح، ثم أدارا ثم أشاح ، واستدار صوبه بشكل آلي ثم عدا ثانية صوبه، طوح بكلتا يديه، وكأنه يخط تصميما لذلك المخلوق العجيب الذي يتراءى له كلما هم  بالتحليل ، بحيث ينتهي ذلك التصميم بأيقونة عجيبة مأتثة بنتوءات أنثوية ثخينه. ولما انتهى من تصميمه، والعراق يتفصد من جبينه، لكم الهواء  لكمتين، وشفتان تندان بلزوجة براقة، القي عقب السيجارة أرضا، وقبل الحارس الليلي الذي ظل متوجسا وقد دنا قلبه من حنجرته.

وانقدحت زفرة من أعماله وصاح:

ها..ها اندا قد رسمتها لك، هي هي، بعينها وقدها، أه... جميلة وحسناء، حافظ عليها ، واحرسها بعينيك، إياك أن تلمسها، إياك أن تلكزها بهذه العصا.

حاول التحليل لكنه عجز رغم خياله الجامح. كشر تكشيرة رعناء، أعقبها بابتسامة، تم ضحكة مدوية، تم بكي حتى انتحب أشاح عن الحارس الليلي أخرج عقب سيجارة آخر من جيبه الأمامي، وبخطى واسعة يمم زقاقا مظلما يكتنف الشارع من الجهة اليسرى، وزعق بصيحات مدوية بعدما أمسك ضغثا من أديم الأرض.

وبعدما ندت عنه صيحة بحاء، اندس في الزقاق المظلم ، عاديا كما  تعدو الكلاب...

غريب الغرباوي

القصر الكبير.

Publicité
Publicité
أجنحة
Publicité
Archives
Publicité